Menu

بغض النظر عن مدى تألمك؛ هناك دائما سعادة في الحب.

الخميس، 20 يوليو 2017

إن لم تجدني بجانبك، فتذكَّر أنّي بداخلك

 هكذا قالت لي المحبوبة يومًا "إن لم تجدني بجانبك، فتذكَّر أنّي بداخلك" التي أحمل لها في قلبي الحب الصافي، والعشق الفاخر، سيدة القلب انتِ، لا غنى لي عنكِ، تأكدى تماما انك سيدة القلب ومليكته، افعلي ما يحلو لك فقد عشقتك للابد، ولا تنسي أن تبتسمي ، فإبتسامتك تصلني اينما كنتِ، وامنحيني من ضحكاتك ما ينير قلبي فأنت نوره، وشيفرة سعادتي في بصمة انامل اصبعك، ابتهجي، فقلبي يتعبد بمحبتك داخل محراب صدرك ...

ثم رحلت!! رحلت رغمًا عنها، رحلت دون أن يُترك لها خيار البقاء، أو أن يسعها الوقت لكتابة برقية وداع تشرح فيها مستجدات الأحوال، رحيلها كان مربكا، مثّل صدمة للفؤاد، وليس لها عندي غير الحب الكامل دون نقصان، دمت ساطعة كالشمس على اي ارض كنتِ، وتحت أي سماء، أظلتك رحمات قلبي، وتذكرك لن يغفل عنه اللسان.
اتفقدك في عيون المارة،
أسأل عنك الحجر و الشجر،
الشمس والقمر، القُرى والحضر،
ابحث في ضواحي المدن والأزقة،
ابعث برقياتي إلى شتى أنحاء العالم
اتسائل؟! عن إن كانت تصلك (رسائلي)،
احاسيسي، أحرفي، شجني، دموع عيني،
دقات قلب هالك يرتجف من خلف ضلوعي؟


رحيلك يفقدني حاسة تذوق الطمأنينة، 
يبعثر الحزن داخل جزيئات كراتي الدموية، 
يقتلعني من الأرض الخصبة ليلقي بي في الصحراء.

مضت ليالي الشتاء الطويلة، وتبعها الربيع، والصيف هو الآخر أوشك على الأفول، ولم أعد أملك منك سوى زهرتك القرنفلية، ومزهريتك الوردية!
سعادتي الآن تنحدر بعيدا بعيدا حيث تنعدم رؤيتها، كل الطرق باتت متعرجة تحت قدم عرجاء ملوثة بالغياب، والسماء من بين كل هذا تشاهد هزائمي المتتالية دون حراك، والحزن يئن في اعماقي من تغول الألم... متسائلاً ، متى ينصرف الوجع حتى أقضي ساعة من العمر في سلام !

كل الأحلام تُنفق بالتساوي على الجميع بالمجان، والمشاعر وحدها هي من تدفع ثمنًا باهظًا لكل هذا الهراء.
الحياة ليست عادلة، هكذا كانت أول الدروس التى تعلمتها منذ أن كنت أدرس في المدرسة، ولربما هذا ما يجعلني الآن أجيب بها مع كل سؤال اسأله لنفسي ولا اجد له جوابا مقنعا "الحياة ليست عادلة" 

لكن من ذا الذي يمكن له ان يدفع فواتير كل هذه الأحزان المؤجلة، ومن يمكن له أن يبقى سعيدًا وهو مسلوب القلب الذي لم يعد تحت وصايته، إننا عندما نفقد حبيبا غالياً لا يمكن تعويضه بأي حال من الأحوال فهذا يعني أننا فقدنا القلب معه، القلب الذي يميزنا عن غيرنا، فبه وليس بغيره يمكن أن نتيقن من كوننا بشرا أو أننا لازلنا على قيد الحياة، فالقلب رئة الإنسانية يغذيها حتى لا يتحول الإنسان لوحش كاسر، كهولاء الذين يقتّلون شعوبهم ويحيكون الفتن التي تفرق لُحمة البشر ، إننا حين نفقد قلبنا مع اي كائن ما فنحن نعود إلى منازلنا خواء، لا شيء فينا يمكن أن نخشى عليه من السرقة، لذا تلازمنا اللا مبالاه ويصبح العزيز في اعيننا مهان !

من يعيد لي حبيبي، أو يعيد لي قلبي، أو يجفف من ساحة صدري الأحزان ؟!
علمتني الحياة أن طرقها وعرة غير ممهدة لأستواء الفرح عليها كي يتسنى له السير بسلاسة ليعانق اُناس هم أحوج أهل الأرض لإستقبال السعادة الآن قبل اليوم وبطبيعة الحال قبل غدًا، إلا أنه يتعثر ذاك البعيد كعادته في الولوج دواخلنا واستقدام الهناء والسرور وتلوين العيون الذابلة ببريق الفرحة كي تتعافى أرواحنا !

وهذا ما يجهض صبرنا في خضمّ كل هذا الموت الذي يجتاح اجمل وأطهر قلوب البشر = بـ "أن القادم أسوأ" عندها احنت مشاعري راسها لربها، واشارت بعينها التي لا تنام لقلبها~ أملاً في أن يتحمل وطأة حزنها إلى أن يتبدل حالها ويهدأ ضجيج نبضها ليستريح الصدر من شجن عشقه المدجج بأسلحة الأرق. المصوّب نحو قرنية العين؛ وهكذا نحاول ان نخدع انفسنا مرات عديدة بأننا قادرين على تخطي المِحن، وكيف نتخطاها وقد قُطّعت أقدامنا بمناشير حادة؟! وتُركنا في الخلاء على أرض جرداء ليس لنا فيها مأوى او عائلا يعولنا حتى نتعافى من سكرتنا! وهل يمكن ان يتعافى من هو في سكرات الموت؟! إنه الخيال يا سادة عندما يطعمنا الأمل المُر، الأمل الذي يتحول لقاذفة مدفع تقذف بالروح عاليا ثم تتركها وحدها كي تواجه ذات المصير دون رحمة او ابداء شفقة ممن هم حولها وهي على شفا السقوط!

أعود من حيث بدأت إلى ذات الطاولة الحاضنة لمقعدي التي يجلس عليها فنجان قهوتي اليقظ الملازم لكل منضدة تتكأ عليها يدي، وكنت من قبل أستجمع أوراقي من داخل أدراج مكتبي كي أذهب بها خارجا باحث لي عن مكانٍ اكثر اتساعا يمكن لي فيه ان أفرغ زفرات الصدر المهموم وأنّات القلب المكلوم من دون أن يُسمع لقلمي صريراً، ولكن هيها هيهات فأنّ للورقة أن تكتم ما يُدوّن على ظهرها من نقوش تقتلع السطور وتخدش صحيفتها البيضاء بخطوط ممتلئة بالمآسي .... 

وها أنا قد شرعت بالفعل في الكتابة ولازلت أكتب وأكتب والورقة على مضض تستقبل أحرفي التي من خلالها احاول أن افرغ شيئا ولو يسيراً من ثقل في القلب يوشك أن يقضي  على حياتي المنتهية الصلاحية بالفعل، كل شيء من حولي لم يعد له بريق كما كان بالأمس، أستوى الأحياء والأموات، والألوان الزاهية والقاتمة، حتى الرمادية لم تعد تسبب لي مشكلة،  فبعد فقدانك لقلبك لا يمكن لك أن تستجمع قواك، إذ من اين تستجمعها ومصدرها لم  تعد تملكه وهو قلبك، كيف تغيّر مسارك وتستعيد حركتك وانت فاقد لساقك، إننا التعساء عندما نشاهدنا ونحن مجردين من الثياب التي قد تمنحنا المجد، إن ضابط (الشرطة، أو الحربية) أو الطبيب أو المحامي أو أو أو ... من دون ثيابهم التي يعرفهم بها الناس فلن يشعرو بالمجد إذ انهم يعيشون في ثيابهم أكثر مما يعيشون  مع طبيعتهم الانسانية المجردة من كل هذه التخصصات، كذلك المحب الصادق، صعب أن تقول له عش حياتك كيفما كانت وهو الذي عاش حبه أكثر مما  يمكن له أن يعيش مع ذاته، إنه لا يعرفه دون نصفه الذي يمثل ثلثي القلب، كما يمثل الماء الغالبية العظمى على أرضنا ولا تملك اليابسة منها إلا الثلث فقط!

الفقد سهم في خاصرة القلب، لا يمكن تجاوزه كأي عقبة تحدث في حياتنا، إن المصائب تتنزّل على القلب تباعاً من بعده بقدر ما في القلب من حب، لذا الفقد  يعرف جيدا من أين يقتلنا،  إنه خبير عليم بما في مشاعرنا من صدق، لذا فأحذروه، إنّ المحب الصادق يرتاب كلما آتى هاجس الفقد، يخشى من أن يلوّح له من على بُعد متفوها بكلماتٍ مسمومة: "إني آتيك وقاتلك ولو بعد حين".
شارك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر قراءة شهريًا

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

QalamFahm © قلم فحم