Menu

بغض النظر عن مدى تألمك؛ هناك دائما سعادة في الحب.

الجمعة، 3 يونيو 2022

احب .. ولكن...

 كلما تمنيتك اتقد قلبي، اشتعل بحرائق لم تكن يوما لتحدث او تراها عيني بعيدا عن وكالات الاخبار المنتشرة حول ربوع العالم، انني افتقدني بشدة حين اجدك تعبرين امامي كسحابة صيف تظللني لبرهة من الزمن، حتى كدت ان اجزم أن العالم حينها بكل اشجاره ومتاحفه وقصوره وكائناته البرية والمائية الخفية والعلنية متحرك، وانا وفقط الثابت والوحيد، اشبه بكعبة فريدة راسخة منذ بدء الخليقة والحجيج من حولها يدورون في فلكها يسبحون حتى يحمل الهواء حقائبه من عالمنا وينتفي لمكان لم اكن لاعلمه لكي اذكره.

انني معلق بك كقلادة على عنقك مذ نظرت في عينيك النظرة الأولى وبالأولى دون سواها كانت الرصاصة التي لم اشهد مثلها في اشد الحروب عدوانا، كيف لك ان تفعليها من دون تخديري أو على الأقل تحذيري! أليس من حقي كإنسان ان تحذريني من ان النظر فيك مَهلكة لحياتي، تشرد من بعد حياة كريمة آمنة هادئة استوطنتها واستوطنتني مذ نعومة اظفاري، انني وانا العليم بذاتي افتقدت بوصلتي عند مطلع اول نظرة في عينيك الغير مسالمة البتة، العين التي تجرد كل من يراها من الاستكانة بعد الركون للراحة.. اليوم ما عادت تزورني السلامة وما عادت تتقبلني في عالمها.

ففي وطني يكتبون على علب السجائر انها خطرة وتدمر الصحة وقد تسبب الوفاة!

أليس حريّ بك ومن باب آولى ان تختريني بعدم الخروج من المنزل ما دمت لن ترتدي نظارتك الشمسية كما يفعل هاتفي عندما يخترني بتقلب الطقس حتى  ينجو قلبي التعيس من مزاولة العشق المتقد الغير قابل للاستئناس كمُهر جامح واعصار كاسر يهدد حياتي من ذالك الشوق الذي لا ينام ويجعلني لا اكف عن التقلب يمنة ويسرة كأني ثياب مبللة على احبال رطبة تلهو بها الريح حتى تجف! سوى انني لن اجف البتة من هذا الشوق المستعر!

اليس الحب شفاء لجروح الحياة وترميم للذات واتضاح لبوصلة تأخذ  بأيدينا الى طريق البهجة المعمرة كعجوز لم تمت حتى سلمت ارواح كل زويها لله.

ليتني قادر على العبث بساعتي، وتحريكها للوراء، حتى اجمع شتاتي المتناثر على صحيفة ايامي كمطر منهمر في صحراء بددته الرمال واخفته عن ناظري لتزيد  من عجزي عن جمعه كجامع الزهور في صبيحة يوم ربيعي هانئ...

 احب .. ولكن!

قلم فحم    

qalamfahm@

الأكثر قراءة شهريًا

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

QalamFahm © قلم فحم