Menu

بغض النظر عن مدى تألمك؛ هناك دائما سعادة في الحب.

الأحد، 29 أبريل 2018

أين المفر ؟!

أتيتك بقلبي فلم اجدك ! فجالستني أحدّث نستختك المطبوعة على جدار قلبي، إلى أن تأتي فيتصفحك وجهي...

ليت الشوق كالحرف يُكتب ليُقرأ كما يُحس، وبرغم أن له نعيق لكنه لا يُسمع ! يحس دون ان تجد له ملمس، هو قصر مشيد ؛ لكن لا عمدان له ولا جدران يمكن ان يتخفى خلفها صاحبه من وجوه الناس التي تعرفه.

يظل عريان من يعشق حتى ولو اكتسى بكل أثواب الناس، يبقى عريان إذا ما طل عليه من أستهل غرامه، تنكشف سوأته معه، ويبدو بلا اقمشة تستره، عريانا بأكمله ليس من الثوب فحسب، بل ومن الجلد ايضًا !

وعند استقبال المحبوب دون ميعاد مسبق، يجن كل من مس روحي بالجنون، كيمياء تتفاعل داخلي، واتحول ببساطة إلى قِدر وصل محتواه لدرجة الغليان، لا أحد يشعر بي غيري، لأن الغطاء محكم الغلق، ولو رُفع الغطاء لأصاب كل من حولي العطاس من شدة ما سيجدو من الّسِنة أبخرة مشتعلة، مشبعة بتوابل الغرام الحارّة.

لا شيء هنا يستطيع إيقافي الآن، فقد أمتلئت بالطاقة من بعد طول غليان، شفتيها المتوردة لا يمكن تخيلها دون ان تُذاب، عينيها الملائكية اخشى عليها من العمى إذا ما سنحت لي فرصة للاقتراب من شدة ما ولدت داخلي من محروقات، انني متشبع بها حد التخمة، وكلي ومن حولي آيل للسقوط من شدة تفحمي منها !

وآآآه من هكذا شعور يقتلعني من مكاني ويركلني كمدفع يدفع دانة لعالم اخر تتناثر فيه الكتلة المتماسكة لشظايا، هكذا اتبعثر عند مخاطبتي لها وكأني للتو تعلمت القراءة والكتابة قبل تعلمي النطق باللسان، ليس هنالك جملة صحيحة اكتبها وانا بين يديّ صاحبة الدلال !

ف دون محبتها لا اجد لي هدفاً، ولا غاية تُتّبع، ولا هويّة تذكر، معك احظى بشتى انواع النعيم وإن كان لعذاب المقيم ظاهره، ودونك يكفي أن ابلغك أني وحيد حتى ولو اجتمع حولي مخلوقات الله مع تنوعها شكلا ولونًا، الحياة عندي = أنت، ولا حياة لي بدونك.

والشوق يحرق الغضب ويُبقي الحب خصباً في صدري متوهجاً يربو بالداخل إلى ان يطفو على سطح وجهي فيغرقني، والغياب كالموت لا أطلبه، إلا أنه يأتي بغتة من حيث لا أحتسب، وليس هنالك غياب يخلو من بؤرة أمل، فالغياب ما يميزه عن الموت أنه كما يأتي يذهب، وهذا ما يجعله عن الموت ارحم.

انت الوطن الحقيقي، والذي لا أرفض ان أرتدي لأجل حمايته بزة الجندية، كل لباس ارتديه وانا اهِمّ لعمل ما ليس في خدمتك لا يلائمني، وحدك ولأجلك ولا لسواك اشدو بمحبتي التي بلغت مني مدى لم يبلغه شيء قط قبلك .

ها أنا أستأذن سموك كي اضمك لصدري، واقتلع شفتيك من وجهك، وامضغها في فمي، وأنا اتنفس من رئتيك كرجل على مقهى يدخن، إلا اني استنشق منك رائحة الجنة، يا ويح جنوني عندما يبلغ الافق، يجعلني اثمل دون ان يمس ريقي شراباً مٌسكراً !

قلمـ فحمـ
    qalamfahm@

السبت، 21 أبريل 2018

إستثنائية ..


إعصار حبك يجتاحني ؛ بينما انتِ تقفين على مقربة مني تنظرين بذهول من عظم تأثيرك الذي هيمن علىِّ !
من أنتِ يا من تمرستي الغناء على قلبي حتى أُصغيت إليكِ بأذنيِّ فيل. جوبت المدن بطولها وعرضها أسمعك، وأكتبك، وارسمك، وأنت في خضمّ الصباح تجلسين على اريكتك ترتشفين قهوتك، وتسكبين ماؤها على إحدى ورقات الشجر، فتستقي اغصانها من محبتك التي لا تنضب، فَهيّج صنيعك هذا عصفور كان شاهد على رقتك، فأنشد يشدو بالغناء ليشكر لك صنيعك، فأطربني وهو يُسمعك تغريدة تنشّط حواسّك، وتصفيِّ بها ذهنك لــ... أستقبال يوم من أيام الحياة بوجهٍ طلق.

مجنون وإني أعترف لك بذلك من خلف أوراقي، مناجيًّا خيالك ألّلا يرتقي أعلى من منسوب تمدد جناحي، كي يتسنى لي اللحاق بكِ قبل أن يسبقني إليك سابق يجني على أحلامي، مفتون بك والجاني حسنك الذي ظفرني قبل ميلادي، وبعثر أفكاري، وشتت نضالي، وجعلني أكرس كل حياتي في مرضاتك.

أتذكرين يوم غزوتيني بسهام كيوبيد الثاقبة حتى خارت قواي التي كنت أظنها كافية لتبقيني حيًّا صلبا لا يخترقني أعتى قناص ؛ ولكن... هيهات.. هيهات.. فلم أكن أحسب لهذا اليوم حساب ؛ يوم أكن طريح الفراش مريض، ويعجز عن توصيف مرضي الأطباء !

كفاني هذيان الآن ! فأنا متعطش لأن تضميني اليك حتى اتنفس من رئتيك أكثر مما تمنحه الحدائق، و ان تظلليني من قرص الشمس المتعمد إهلاكي ! كي يتسنى لي أن انمو بسلاسة تحت ثيابك، وارضع من ثدييك الحب النقي الذي يقيم صلبي ويجعلني أنهض راكضا كطفل لا يسعه العالم كما يسعه ذراعك.

ما دمت احاول المرور من جانبك فهذا يعني إنني واقع في الحب لا محالة ، هالك كالذي يرغب ان يسبح بطول البحر من دون ان يغرق، يتخيل ذراعه قادر على تجاوز المستحيلات ! أي جنون هذا الذي يصيب الرجل الناضج فيجعله مراهقا يرتكب الحماقات بإستمرار ، عاجز عن فهم ما يحدث في اعماقه من اعاصير لا يجد لها سببا واحدا مقنعا لحدوثها !

عجيب حالي هذا الذي لم اكن يوما عليه حتى رايتُني في عينيك، ومنذ تلك اللحظة وانا ايقنت ان الذي آراه أمامي في المرايا ليس اكثر من صورة ؛ والاصل (الحقيقي) هو ما كان في حوزتك ، أصبحت لا اميزني إلا وانا معك، فبدونك انا لست اكثر من نصف كائن متحرك فاقد للهوية، لا يلتفت  لي احد في الطرقات وتمر الناس من خلالي كالفراغ، وعند سطوع شمسك اصبح محور الكون وتدب في داخلي الحياة واسترد نفسي التي لا افقدها إلا بعد نهاية كل لقاء ! آآآه من العِشق آآآه، يفتت بنيان الرجل الصلب الشاهق البنيان، ويجعله كائن رخوي غير منتصب القامة، متناثر كالنجوم غير متماسك كالقمر ؛ العشق فيضان لا يؤمن بالحركة المنتظمة السرعة في الجداول، و لا يسعى لترشيد قواه، أنه يأبى أن يُحدث نظام في المستقبل يشبه  ما يفعله النهر الذي يعرف من اين ينبع وإلى  أين يصُب !


قلمـ فحمـ
    QalamFahm@ 

السبت، 14 أبريل 2018

جبروت إمرأة

توقفي عن سرقتي، لم اعد املك شيئا أكثر من مجرد احلام، واليوم احلامي لم تعد كافية لتسعدك! 


انني اصبحت اترنح بين جداري الحلم والواقع! غير قادر على الحركة لمواصلة السير تجاه اقرب الطريقين إليك، اكاد اتوقف هنا أنا واعضائي كتمثال يرتدي ساعة، كل شيء متوقف الآن إلا القلب الذي يمثّل دور الساعة في يد التمثال. وحده المتحرك وسط هذا الثبات القاتل. ليتني متماسك كقطعة حلوى أحسن الطاهي في اعدادها وطهيها، لكني وللاسف لم استطع حتى أن اصل لهذا التماسك الركيك! كيف اكتب المزيد اليوم وانا خائر القُوى ابكي شوقا؟! كيف ليدي ان تتمالك القوة المفرطة لتردني لنفسي؟!

سحقا لقوتك، لتمردك، لجمالك الذي جعلك مغرورة بصورة كبيرة، كونك جامحة كمهرة لم تلد مثلها فرسة من قبل .. لا يعطيك الحق لتمزيقي تحت حوافرك الصلبة!

فـ لا تخدعيني بقولك..."انا مغرورة؟! ثم وان يكن.. كيف لي الا اكون مغرورة حين تنزف اشواقك امام قلبي، وترسمني السماء والارض والشمس والقمر انت تضع الحياه في كفي، وتطلقني فراشة ترتع في ربيع دائم"

كفى كفى... اصمتي قليلا وأسمعيني - إنني اموت عطشا لك، والماء في فمك ولا تأتي به لشفتيّ كي تطربيها بالري! انني اصبحت كغصن جاف يابس، والشوق  كالكلب المسعور لا يدع لي باب مغلق إلا طرقه ولا عضوا مسالما إلا عضه! انني ممزق على الارض، والشمس والقمر شاهدان عليك ايتها القاتلة في ثوب قديسة! اما اكتفيت من الطغيان ورفضك الحد من جبروتك ولو قليلا، الم يكفي العالم كله اسدا واحدا يدمر أركان سوريا، حتى تأتي لبؤة بمخالب حادة وأنياب صلبة كي تتعدى على وداعتي وتقصفني بمشاعر فجة! 

سحقا لهذا الجبروت، فليس لي بطريات دفاعية صاروخية تحميني، ولا طيران  يعليني ولا قطعة ارض سالمة من المتفجرات تأويني! أليس كان من الأولى أن يحميني قلبك، ويخبئني بين ضلوعه، إنني الآن أشبه بسهم مارق اطلق بليل  وهو لا يدري اين سيسقط! والسماء في الحروب يتبدل ثوبها الصافي بالملبد بالغيوم، أليس من الآولى أن يكون صدرك مسقطي؟!

إن  بكاء حار جدا يعتريني، خديّ قد تيبسا ولم يعودا كأول امس ممتلئين بحمرة كوجه طفلٍ يأمل عالما ممتلئ بالزهور ويعلوه قوس من القزح  كما لو انه يشاهد فيلما كارتونيا! اي حب هذا الذي لا يدع لي شيئا على حاله، امرضني حبك حتى تهشمت قدمي من شدة البحث عنك، وجف لساني بسبب الصراخ مناديا عليك، وتكسرت اصابعي حتى عجزت عن تناول القلم وسرد أوجاعي  لقرائي...

قلمـ فحمـ
   QalamFahm@

الأكثر قراءة شهريًا

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

QalamFahm © قلم فحم