Menu

بغض النظر عن مدى تألمك؛ هناك دائما سعادة في الحب.

الجمعة، 17 فبراير 2017

الشمعة المتقدة

أينما تكوني فثمة لي مشاعر هنالك تدفئك، قلبي الصغير لا يكف عن النبض ليبقيني حياً أذكرك! أسمي وحروفه غابت منذ أن طغت عليهما أبتسامتك، تلاشيت مثل الأبخرة الثلجية الباردة وعمَت مكاني محبتك، تجسدتُ أمامك كـ شراع تدفعه الريح على شاطئ رماله بتعداد وداعتك، نبضي القابع خلف صدري الموصد بات مذ ليلة البارحة يجمع بعثرتي لينسج منها ثوباً حريرياً يدفئك. 


فبالله كيف لعيني أن تغفو لليلة واحدة فحسب كي تنال قسطًا من الراحة وهي الحارسة هواك؟! وكيف لي بإقناع الفؤاد بأن الغرام قاتله إن لم يأمر الحواس بتقبل فكرة فتح العينين للنعاس؟!
الليلة.. الواحدة بعد منتصف الليل، السماء قاتمة، الشتاء لا يكف عن التريض وأبراز عضلاته، العيون تكاد أن تعتزل النشاط، الأرهاق يحتل كل ساعة ودقيقة وثانية، عضواً وعظمة ونبضة وقطرة دم بي. أوشكت على السقوط بين أحضان فراشي، تذكُرك يطرد النوم بعيدا، كأني أقول للشيطان إنّي أعوذ بالله منك، أصبحت أهدد النعاس بك طيلة الليالي الفائتة، وأصبح قلبي هو الآخر يهددني بكِ كلما ركن جسدي للراحة، فإن غفت عيني للحظة، وتبعتها لحظات في خلسة ما... ظل القلب يقظ يدفع الدم للعقل بقوة وغزارة حتى يظل بنيان الجسد على حاله، حتى شعرت أنني حارس منشأة عسكرية! لذلك لا ينبغي لعيني أن تغفل عما هي مقدِمة عليه،  ففي كل دقيقة تقبض  ساعتي على معصم يدي، كأنها تقبض على نبض الوريد لتستكشف مدى نشاطي، تبدّلت أحوالي ، وأصبحت جزء من المجموعة الشمسية التي تدور في فلك الفضاء من حول محورك يا شمس.

ومنذ تلك اللحظة وأنا قد ودّعت الفراش الذي كنت أركن إليه كل ليلة طلباً للراحة، مذ أتخذتك شمعة تضيء لي الليالي حالكة السواد، شديدة البرودة، فبالرغم من كَون الشمعة الممسك بها بمجامع يدي قد تُسقط على معصمي من حين لآخر سائلها الملتهب! إلا أنني لم أدعها للحظة واحدة من يدي، لعلمي أنها لم تفعل ذلك رغبة منها في إيذائي... بل على العكس تماما... فما فعلته كان ينم عن معارك طاحنة تحدث بينها وبين أذرع الشتاء التي لا تكاد أن تنتهي، فكان من حين لآخر تسقط من تحت رأس الشعلة على قدمي قطرات من سائلها الملتهب إثر شدة تزاحم الريح عليها لإطفاء شعلتها ومن ثمة تلاشيها حتى يسود الليل على مقعدي، فيستحوذ عليه ويخليني منه فلا تُرا لي عين واحدة تلمع أثناء مرور الشتاء من أمامي، لقد عجبت من ثباتها المنقطع النظير في مجابهة الشتاء كي تبقى على حالها الذي عهدتها عليه مشعة، براقة، ذي وهج تيقظ في الجسد ركام الدفء  المتهالك، والمنعزل عن مقاعد الجالسين في حضرة الشتاء.

إن الشمعة المتقدة تلك هي ذاكرتي التي لا تكف عن إشعال طرف ثوب الحنين في أوصالي، تلك التي لا تحمل رياحها سوى الربيع المعبأ بعطر الياسمين والرياحين، إنني كلما أتجهت برأسي يمنة ويسرة وجدت زهور القرنفل من حولي تذكرني إياها، إنها الزهرة التي لا يمكن  تلاشيها مهما حاول الخريف ان يطغى بكل ما أُوتي من قوة على كل حدائق مدينتي، إنها الشيء الوحيد الذي لا يمكن للزمن أن يطمس معالمه، أو يحذف حضوره من كشوف المخلوقين. أصبحت أتأمل كل شيء من حولي  بكلتا عينيها البريئتين، وألمس جدران بيتي متتبع آثار أصابعها المفعمتين بالنشاط، فكلما أمسكت بها في أعماقي شعرت أني ممسك بآلة الكمان... 

تلك الآلة التي تحمل في طياتها اللحن العذب الذي لا يخلو من رقة، اللحن الذي يشوبه بعض الحزن إلا أنه لا يتعس قلبك، بل يحملك على جناحين بِيض لعوالم أكثر دفء من هذا الذي أنت قاطنه الآن، عالم خالي من المجانين ومن الحمقى والمغفلين، عالم لا يستوطنه الأشرار والحاقدين، عالم السلام الممهد لغرس الخير في كل ربوعه، لغرس شتلة القرنفل والياسمين جنباً إلى جنب من دون أن تطأها أقدام المارة بقصدٍ أو عن دون قصد.


عجبت لعالم يحتفي بحبه يوم في العام! وحبي لها... لا يغفو ولا ينام!


السبت، 4 فبراير 2017

عابرة!

عابرة ...
رأيتها كما يرى أحدكم الريح المرسلة،
تعبر أمامي، وأبتسامتها لا تفارق ثغرها

 صفاتها:
وضيئة، رقيقة، ثائرة، عاشقة!
ليست كأمثالنا نعشق ليلة رؤيا... 
وجه حبيب، ثم نغط×النوم وننسى!
بل هي كانت تعشق ما لا تراه الـ عين...

تعشق:
  • الشعور الدافيء الخارج من عمق القلب،
  • الأحاسيس المتناسقة مع الوجدان والسمت،
  • الهواء الذي يتخلل الثياب فيمس الجسد بإسهاب.


رأيتها:
فحضر البرق في ذهني متجسدًا من دون ان يصحبه الرعد،
فاح اسمها في فمي مثل الزهور الياناعات الراقصات
حتى اني عجزت عن تطويق العطر بين رئتاي.

نسيانها:
نسيانها يمثل انتشال الروح من الجسد
ينتزع من الماس بريقه المنتشر على سطحه الأملس
يعكر النهر العذب الجاري في وريد الأرض العامرة بالخصوبة

عابرة

كالأكسجين في الحياة، قد لا اراها، لكنني استشعر وجودها في كل وقتٍ ومكان أتجه إليه، إنها ربيع القلب، إذ تتحسس بخطاها الثابتة تربة قلبي الخصبة فيزداد الحب خصوبة في صدري، وتتسع له القصبة الهوائية كي تسع احتواء اكبر قدر ممكن من تلك الثروة التي تعبر داخلي من خلالها مثل غزالة برية في رشاقة وعنفوان وبهجة لا تخلو من دفء.

عابرة بين المروج والنبض يخفق بشدة كلما رقصت اشواقك على قمم روحي، وتنبت احاسيس خضراء، ويسعد الصمت بجواري... إذ يشاهدني وانا اتناول في اعماقي قبلاتك المتطايرة تجاهي والتي يحملها الريح  عبر الألآف من الاميال كي تستوطن في نهاية المطاف داخليفتتسع لها حدقة عيني لتشاهدها قبل ان تغرسين بذورها في فؤاديفتطرح الحب السائد.

صدقًا:
لم يعد قلبي الصغير يتحمل لهيب الشوق، وطيفك يحدق بي يراني من خلف جدران سميكة، تنفذين عبر الاشياء بأريحية وسلاسة كأنك كأئن شفاف يصعب الامساك به...

أينما تكوني وفي أي عالم كنتِ، فأعلمي ان اشعة محبتك تكسو قلبي وتنير دربي، فإذا غاب ذراعي عن تطويق جسدك فهذا لا يعني غياب رئتاي عن تطويق روحك، اسكنتك عنقي حيث لا يعبر هواء إلا من خلالك حتى يتغذى جسدى وروحي من محبتك التي لم ولن يكتب لها ابدا نهاية في حياتي.

منكِ وإليكِ وكلي وما أكتب عائد إليكِ

الأكثر قراءة شهريًا

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

QalamFahm © قلم فحم