Menu

بغض النظر عن مدى تألمك؛ هناك دائما سعادة في الحب.

الخميس، 22 سبتمبر 2016

سابق نفسك!

قُم، لتبدأ معركة تحرير قلبك الأسير من داخل عتمة سجون صدرك الموصدة، ودّع صمتك، ودَع صوتك يحلق كيفما شاء بعيدًا إلى أن يسمعه الحجر والشجر، بادر في نزع عصابتك عن عينك، ضع  لك بصمة في كل مكانٍ تبصره، أجعل لنفسك من بعد كل يومٍ شاق تعبره عيدًا، أسقط حلمك الراكد من رأسك إن لم يتحرك، كُن على الجادة، فارق الحمقى، سابق نفسك بميلٍ...
 
الحياة قصيرة، فلماذا تجعلها من حولك حظيرة، ما دمت قادر على ان تجعلها حديقة! الله يرعاك، فلا حاجة لإستدعاء الخوف؛ شمر عن ساعديك، أركل الخمول، قل للكسل وداعًا...

حيث يتوقف نبض قلبك؛ فهذا قدرك... 
قدرك ليس مقيد بـ : ورقة جامعية، أو بعملٍ مرموق، أو في زوجة فاتنة، أو ثوب أنيق، هذا كله ما يرغب أن يصوره لك أعدائك لإجهاض قدراتك، والخنوع لهم، ومن ثمّة سحقك في قاع المجتمع. لا تصدق كل ما تراه في التلفاز، فالتلفاز يفرمت راسك، يعطل عقلك يقودكــــ...
إبتعث نفسك، توقف عن استجداء غيرك إن لم يعيرك إهتمامه، فكل ما في حوزتك الآن يستجديك للإعتماد عليه. أحمل حقيبتك وهاجر مستنقعك، طير مع أسراب الطيور التي على شاكلتك. أوَ تأذن لي أن أسألك سؤالين هامّين؟

س: لماذا  تطير الطيور في أسراب؟ ولماذا الجوارح منها تطير منفردة؟! ~ ج: إن الضعيف يتقوى بمثله، والقوي يعتمد على نفسه...


إذن فالدرس العملي المستفاد هنا من ذكر مثال الطيور هو: أن ليس عيبًا أبدًا أن تبدأ ضعيفًا وأنت تسعى في بناء نفسك، بل العيب كل العيب  أن تتظاهر بالقوة طيلة الوقت، وكل من حولك يراك على خلاف ذلك، ووحدك من ترى نفسك قسورة!


الثورة تقهر الطغاة، لأنها تسير في أسراب، تجمع ضعفاء الأرض كي تتقوى بهم على كلاب السلطان، وهى تسعى نحو القصر، ترجوا من الله فرجًا قريبًا ومخرجًا يأتي بنصر، فما هي إلا سويعات، ويصبح الجمع دنياصورًا عملاقًا شامخ الرأس أمام هِر! (قط).

إن الرجل لا يصبح ملكًا أبدًا، مهما بلغت به القوة، حتى يتولى زمام أمر شعب مغيّب العقل!

أبدأ بنفسك مهما بلغ بك العمر، لا تقل التغيير ليس ممكنًا، فقد كبرت! إن محمدًا (ص) صار نبيًّا مرسلاً بعد أن بلغ الأربعين!


{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }

لـ قلم فحم
@qalamfahm

الخميس، 25 أغسطس 2016

القرنفلة التي عانقتها السماء

كل شيء تكحّل بالسواد؛ كل شيء، كل شيء، أنا أعني ذلك تمامًا...
حتى النباتات التي تطل على السماء من نوافذ المنازل كل صبيحة نهار لتعانق الشمس بحرارة بدت نحيفة يابسة كعشبٍ أصفر تصلّبت عروقه في باطن التربة يئن من عدم ضخ الأرض مزيدًا من عصارة نداوتها في بنية ساقه، متجاهلاً حقيقة أن ما قد حلّ به قد حلّ بالأرض هي الأخرى، فأصبحت جافة جدباء على هيئة قوام عود فتاة صومالية، شاحبة الوجه واللون والرائحة، واقفة تشاهد أقوامًا من بني جلدتها، المصابين بالتخمة عبر شاشة مسطحة صغيرة تكاد أن ترى من خلالها الصورة بصعوبة، تعوي فيها الكلاب الضالة بطلاقة! من خلف كل زاوية من زوايا الشاشة المهشمة داخل عمق ذلك المقهى المهترئ الجدران، والذي يبدو على هيئة خيمة مصنوعة من بقايا أقمشة سوداويّة اللون، قاتمة الروح، أكلها الحقد من أولها إلى آخرها، وأستشرى فيها الغضب كالطاعون. ومع كل مشهد يمر تتلفت الفتاة حولها لتصافح بقايا الطفولة المبتورة بمقلتيها، وهي تعاني شدة المشاعر المتناطحة في داخل الثوب الواحد، فَلم يعُد يُسمع منها سوى تمتمة خافضة جدا تقول: كل تعاليم السماء باتت اليوم عند الكثيرين معدومة ! عالم بائس بائس للغاية، كل نبراته حادة مثل حافة الشفرة، لم يعد يعرف التقدم كسابق عهده بالفنون والأدب من بعد أن تعسكر ببندقية في مقابل حجر! فوا آسفاه على أنتحار الإنسانية ! وبعد أن تغذى العالم الآن على الكراهية وبات في شر ليلة فما لبث إلا قليلاً حتى أصبح ضخم الجثة ، نحيف العقل ، سقيم الروح ، عالم ممسوخ ، ظاهره النور ، وباطنه الفجور ، يتغذّى على الدماء كزومبي أستدعاه الشيطان من سراديب الخيال ليصبح رسولاً مسعورًا لواقع يُعاش منذ قرون يبشّر أتباعه بليلة قاتمة لا يأتي بعدها النهار ، فهنيئًا لكم ما أعدّه جدّكم الأكبر الشيطان من نعيمٍ مقيم في الجحيم أيها الفاعلين ، والتابعين ، والمصفقين أمام الشاشات . أمّا أنتِ يا قرنفلتي التي تحلّق الآن كنجمة متلآلئة بعيدًا بعيدًا عن غبار سحب تلك المدن الدخانية المتهالكة، وحارات الطفولة المنتكسة، وأحياء البشر الغوغائية التعيسة المفلسة الهشّة. فحين تسحرك أشعة الشمس الدافئة في المياه الإستوائية، وترغب في الإبحار قليلا داخلها، وتري جميع أشكال وألوان الكائنات أجدها هنالك تنتظرني بين الشعاب المرجانية مثل عروسة بحرية مخلدة، تطفو كسمكة ملونة في عالمي الوردي. ها قد غفت عينيك يا- قرنفلتي الآن مثل طفلة تتكئ على إحدى جدران القمر، من بعد ليلة ساحرة في عمق البحر، بعيدة كل البعد عن كل هذا الهراء، ترقصين كفراشة متسربلة بألوان قوس قزح. لم تعد روحك تئن الآن من ألم ، ها قد عم أرجاء أعضائك السلام ، وتنفست روحك شيء من الفرح المنتظر

بـ  قلم فحم 
@qalamFahm

السبت، 20 أغسطس 2016

كُل عضوٍ بي يُسبّح بمحبتك ...


حيث ترقصين تجدين ذراعي كالمحيط من حولك يطوقك ، يجمع شتاتك الذي بعثرته الرياح في ليلة حالكة السواد ، ويمنحك قلبي قبلة الحياة التي بها أجددك.


في حين تنثرين عطرك علىَّ يتهاوى قلبي ، ومن ثمّة أمضي في طريقي أهذي ، فـ بالله كيف يُتاح لي التوقف والتحدث إلي حضرتك ؟! وأنتِ عندما ترقصين فقط على سطح الكوكب يرتج العالم فخرًا بأن قدميكِ قد مسّته ! ، أنَّ لي بإنجاب القدرة على التحمل في غيابك بمراعة التصبر! وأنتِ القمراية التي تتنزّل من السماء كي تطفو على ظهر قلبي كل ليلّة قمرية فتزيل همي وتضيء مصابيح عيني برؤياها ؟ ، حضن من صدرك كفيل بأن يزيد الّليالي القمرية نورًا ، ليس أبيض فحسب ! بل يزيد النور نور بألوان قوس قزح رغم أنف الشمس . يالها من ليلة سعيدة ملونة بالألوان الزاهية ، بعيداً عن حرارة الشمس المحرقة ، في صحبة النسمات المنعشة الخالية من أي حرارة تُذكر . حيث أجدك تنثرين نورك فثمة روحي تطوف من حولك هنالك ، أنفاسي تغرد في رئتاي ، وتنشط حواسي ، ويذهب الخمول عن فراشي ، ويتجدد نشاطي عند أول ضمة تحدث بين صدري لصدرك ، أسمع نبضك عند تطابق أرواحنا إذ تقولين عقلي يسرح في ملكوت رجولتك المخملية فيزيدني تألق من فرط أناقة فكرك الماسيّ فيُظهر حلاوة لم أتذوقها في حياتي من قبل تذوق جمال كلماتك و دفء صوتك الذي يسري بين أضلاعي ، وعلى إيقاع نبضك المنتظم أرقص على أطراف قدمي حتى لا يشعر بسحرك أحد غير النجوم لتُضيء ليلتنا في حضرة اكتمال القمر . كل الدروب تصلني بكِ . وحدك من ترى قط عيني ، وتشعر الروح بدبيب نعليكِ وهي تخطو خطواتها الأولي على سطح القمر الأملس قبل ان تتنزلين من عليائك مع المطر ، أي من قبة السحب إلى صدري لتمسسي ما بي من رجولة نبتت لتكافئ زهو أنوثتك فيشرق لأجلها بدني من طلعة نورك الوضيء . أتذكرين عندما كنتِ تقولين : حين تبتسم ليّ بوقار يخلل نبضي نور فتنبُت خلف أذني ياسمينه برائحة عطرك الشرقي الخلاب فتتلون عيني بضحكة تُشرق على إثرها أركان جسدي المظلم فيغرب الظلام و تبيت أوردتي مفعمة بحكمتك الفريدة ؟ حينها كنت أمضي أينما شائت قدمي ، وانفاسك تتبعني ، أينما حطت قدمي تنفستك ، صوتك لازال قائم يخفق في أذني حيث أسمع تمتمة شفتيك إذ تقول نعمة أنت من الله يا سر قلبي الغارق في جنة رجولتك الحرة المتطايرة كصقرٍ يملاء سماء صدري بالأمان و وفرة الهدوء والسكينة . أنا والنجوم الآن نلتف من حولك لتزيّنك ، لا شيء يعادلك ، الأرض تنتفض عند رؤياك ، والجبال ترتج راقصة عند مجيئك ، والشموع تُشعلّ من دون نار، فكفى بمروك أن يغيّر الأشياء ، لتبدى لكِ علامات الفرح على الوجوه المشرئبة بالحمرة ، لا تقولي النجوم تلتف حولنا لتزيننا لعلمها أن حبيبها في نبض قلبها ! بل قولي علامات الفرح ترتسم على وجهي عند حضورك أنت وفقط لا شيء يرسم البهجة على الوجوه أكثر من الإكتمال و داخلي مُكتمل بعبق روجلتك الخلابة يا نبض قلبي المُثير للدهشة ، لا تقولي لا تقولي أكثر من ذلك وإن كنت ارغب في سماع بوحك الممرد بالقوارير لولا أن قلبي لا يحتمل . أبتسم :) أينما كان لكِ حضور أمام صدري ، وأغني حين يخفق قلبي عند سماعك ، وأغفو عندما تنال عينك كامل راحتها وكف يدي ممسك بأكمام قميصك الأرجواني الربيعي الهيئة ، ‏جميلة المذاق أنتِ كقطعةِ سُكر تذوب في فمي فتُحدث تزايد ملحوظ بِمنسوب السعادة في دمي الواصل بنبض قلبك النقي ، إن دمك خلاصة خليّة نحل يتقاطر في عروقي ليحدِث تغيير نوعي في أحساسي حيث يزيد منسوب بهجتي ، أوووه أحقًا يتقاطر دمك فرحاً عند سماعك صوت ضحكتي حين أرتل على مسامعك تعويذة سحر أستخرجها لكِ من رجولتي المُكتملة بمحبتك .

حيث أجدك فثمة الجنة . حقًا صدقيني تُبعث الجنة من مرقدها في وجودك ، أرقص وأغني على إيقاعات معزوفتنا التي تنشد الدفء عند اللقاء، عرفت فيك كيان خصب لا تُملّ تفاصيله تلو الآخر بكل مهارة تشع مغناطيس يزيد تفاني لمن أحببت ، استنشقت فيك عبق الربيع، وتناولت منك الحنان الممهد بطيب المشاعر، أنا أرتقي سُلّم المجد حين أقف بجانبك ، كثيرًا ما أتسائل عن مهية ما أنا عليه ؟! فلا أجدني سوى نور يتناثر من حولك ، أشعر أني احتفالية تحتفي بك ! كثيراً ما تجاهلت شراء زجاجات العطر التي يبتاعها الناس فما أجده بحوزتي يعجز على شرائه الكثيرين ممن هم حولي ! إذ يفوح مني رائحة الحُب ؛ السماء اليوم تبدو أكثر صفاء مما كانت عليه قبل مرورك بداخلي ، الآ تستشعري ذلك معي ؟! النجمة التي تراها عيني في المساء قارنت بينها وبين أناقتك في الليلة البارحة حين تقابلت قلوبنا على جسر الشوق فرأيتك الأجمل ، كنتِ أجمل منها بكثير ، وسبب المقارنة هو أنها كانت تشبهك في الوميض لذلك نظرت إليها مليًا ومن ثمّة قارنت بينكما . أستنار وجهي بعناقك

وبرغم كل ما قلت فأنا لازلت على درب محبتك أحبو إليك رويدًا رويدًا ، أحيا على أملٍ قريب ينجلي فيه الغمام الحائل بيننا ، فأرى ملامح خلتها من قبل كتلك التي سوف تتبين ، ترانيم عشق تهفو كي لا تغفو في عيونك عيوني ، وينسدل ستار اليوم سريعًا وينطوي جزء من العُمر وأنا لازلت لم أشبع منك وإن تشبعت بك.

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

أبتسم ما دمت حيًّا !

كُن أنانيًّا خالصًا عندما يتعلّق الأمر بسعادتك، أفرح من أعماقك، لا تحمل على عاتقيك هموم غيرك ما لم تكن أنت المتسبب فيها، لا تبالي! لا تبالي! فأنت لست مدبّر الكون، ولست أيضًّا محمدًا؛ أبتسم ما دُمت حيًّا، وحلِّق أينما وجدت سماء تعلوك ، أركل الكون بإحدى قدميك هاتين؛ فـ  اللَّه خلق الأرض كروية كي نركلها؛ لا كي نمجّدها.

الحياة ليست عادلة؛ لذلك ينبغي عليك أن تكن مستعدًا لكل ما هو آتٍ إليك على غير ما تحب وترضى، تقوّى بالعزيمة، والإصرار على بلوغ الهدف الذي أعددته لنفسك منذ أن نضجت حواسك من كثرة ما كانت تشاهدك وأنت تمضي في الحياة. لا تكن هشًّا فتَقسم الرياح عودك  لشطرين، أو تلتهمك الذئاب وأنت على جسر ما خارج السرب تغرد الآه وحدك كعصفورٍ يئن من فقدٍ ما، ولا تخلو حياة من فقد. عانق كل ما يمنحك القوة اللازمة وأنت تتجول بين الطرقات. كُن أنيس نفسك إن لم تجد فيمن حولك الأنيس والسند. لا تقف مكتوف الأيدي على قمة جبل الحزن تبكي مثل صبي تخلّف عن ركب والديّه حتى تستعطف قلوب المارة من حولك، بادر بالنزول لأن كل هذا لن يجدي شيئًا، حيث أن كل من هم حولك يتجرعون من نفس كأسك، ولكن بنسب متفاوتة، فالناس جميعًا مثل الحصى التي تمشي عليها، لن ينالك منهم سوى ما تشتكي أنت منه الآن. قل لي يا صاحب العقل الرشيد! لماذا ترتدي حذاء أنيق على أرضٍ ضحلة ثم تصرخ إذا ما غرق حذائك في الطمي؟! وتظل تنظر إلى من هم حولك بعين مستهجنة تلعن كل ما حدث لك، ولسانك المتعجرف يتمتم هو الآخر حذائي لم يَعد ذو بريق ولمعان كما خرجت به من بيتي في الصباح ! لماذا ؟! .. "من أراد أن يمارس الحياة بواقعية فعليه أن يعلم جيدا أنه لن يعود منها كما ذهب إليها سالمًا معافى." إن تقلبات الطقس التي نشاهدها من خلال المطر المنهمر، وأهتزاز الشجر والنخيل من شدة أرتطامه بعواصف متعددة الدرجات من حيث القوة، والبرودة الزمهرير، والحرارة ذو الجحيم التي يشعر بها جسد كل كائن حي منّا تنبئنا من أول وهلة أن من طلب حياة مستقرة من دون زلازل تنغص عليه حياته فهو واهم، يعيش على كوكب أنا لم أشهده بعد، ولم أسمع به يخرج من بين شفتيّ رجل عاقل قط، ألم يقل الخالق "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ" كيف تصبح مخلوقًا ممتحنًا تتنزل عليك الإبتلاءات من كل حدبٍ وصوب وترغب في أن يكون كل سؤال يُعرض عليك سهلًا ميسورًا ؟ ! نحن لسنا من يضع الإختبارات لأنفسنا ، نحن من يعمل على حلّها وفقط، أو تجاوزها إن عظُم علينا الحلّ . عيش حياتك كما ينبغي أن تعيشها، وأعلم أن قطف عنقود عنب من شجرته التي ينتسب إليها هذا يعني أن الشجرة لن تقبل بعودته مرة أخرى، فكن مسؤولاً أولاً عن تصرفاتك قبل أن تحرم العنقود من بيته الذي ينتمي إليه ، وتلقي به إلى الأرض ليعيش لسويعات وحيدًا يتيمًا قبل أن تعصف به الأقدام ومن ثمّة يوارى التراب تحت زعم أن لا حاجة لك به الآن ! ، أعني بإختصار أن لا تحرم غيرك من السعادة بمثولك حجر عثرة تحجب الرؤيا عن من يرجو بلوغ المنزل (الغاية) ، الغاية التي كان يسعى إليها منذ ان كان طفلًا منسيًا ، لقد بات ليلته حزينًا الآن ،  فمنذ أن أغتصبت مفتاح سعادته عنوة دون وجه حق ! وهو يئن ، وما كان ليسعدك ما فعلت سوى ما يأتي من خلف العند ، فالأيام دول . و"أعلم أن اغتصابك حق ليس لك فيه حبة خردل فإنه والله سيسؤك غداً عندما يهجم عليك الغم والنكد الذي لا مفر منه إلا برجوع الحق لأهله ، فكن نبيلاً عادلاً حتى لو لم تكن الحياة عادلة" فربك المتعال حتمًا سيصيبك بخيرها ، وسيكفيك شرها .

أقبض بكف يدك على حلمك وغامر ، نلت ما أردت أو لم تنل فالحياة تجارب ومع الفشل تكتسب الخبرات ، لا تتعامل مع الحياة على أنها مقدسة ، تقديسك للشيء سيحرمك التلذذ به ، وسيتحول مصدر الفرح لمصّدِر للتعاسة ! . باغت قلبك بكل ما هو غير متوقع ، لا تبحث عن المفقود طيلة الوقت ، أتركه للصدف حتى لا تتجمد ومن ثمّة تتحوّل مع مرور الوقت إلى تمثال مصنوع من الثلج يقطن في بيت دب قطبي يكسوه ثوب ديسمبر الفضفاض . السعادة لا تعني امرأة ، كما أنّها أيضًا لا تعني رجل ، لا ينبغي أن نلخصّها في ذكر أو أنثى ، لماذا حجمت واسعًا إذًا ؟! ومن ثمّة تأتي متوشح وشاح الحزن وحنجرتك تشجب وتستنكر حياتك بشكلٍ فج ؟! الحياة ممتلئة بالمفاجآت ، كما أن اللَّه لا يجمع عسرين على عبد ، لا تبتأس فالبؤس قد يكلّفك غاليًا ، سيجعلك تنفق من رصيد سعادتك لتغذي به بؤسك المارق ، أليست الصحة رأس السعادة ؟! أبتهج فالبهجة الجنة ;) و الصدقة أيسرها البسمة :)

بـ قلم فحم
@QalamFahm

الأحد، 24 يوليو 2016

رحلة البحث عن السعادة


ليت التعاسة تذهب سريعًا مثل الأشياء الجالبة للسعادة ، فكلنا يأمل ذلك، والواقع يأتي على خلاف ذلك.


إن الحياة تشبه المعمل الكميائي، ممتلئة بالتجارب الفاشلة لأجل أن نحظى بتجربة واحدة ناجحة على الأقل ، فكل تجربة ناجحة سبقتها تجارب لا حصر لها من الفشل. أن تفشل تعني أنك ستصبح أقوى فيما بعد وأنت تستقبل فشلك الثاني والثالث ، أنت تفشل لأنك مُصّر على بلوغ قبة النجاح ، تكافح من أجل اللحظة التاريخية في حياتك التي سوف تتفوق فيها على ذاتك ، فتتخطى حدود ضعفك إلى سعة قوتك. تستطيع أن تنظر للأشياء من عدة وجوه مختلفة ، وترى في الجحيم ريح الجنة. كن مستعدًا لتفشل من الآن ! حتى لا تنكسر عندما تسقط على الأرض غدًا ، كافح وسواسك القهري الذي يركن إلى الراحة ويأبى الحركة خشية إغتنام المشقة ، فـ " حياة من دون تذوق رشفة شقاء أولها لا سعادة في أخرها ". فمن يشرب قارورة ماء وهو جالس على كرسيّه مستريح لا يجد حلاوة الماء في فمه ، بخلاف طفل يرتشف شربة الماء بكفيِّ يده الصغيرة من صنبور أو من مجرى نهر بعد يوم طويل من العمل الشاق في الحقل مع أبيه إن كان ريفيًّا ، أو من بعد نهاية ساعة من اللعب المتواصل الحركة مع اصدقائه المحببين إلى قلبه ، فحين تنظر إليه تجد على وجه الطفل وأنت تتفحص معالمه بعناية فائقة قبل وبعد شربة الماء فرق شاسع ، فقبل: كانت علامات الأرهاق تكسو وجهه ، وبعد: ترى وميض من النور وأنت تشاهد بأم عينيك إلى أن تسمع أذنيك ترانيم أنفاسه المفرحة ، وتجد لها وقع حلو في داخلك بعد شربة الماء الأولى التى تناولها الصبي بكثافة ، وعينه تنظر إليك وهي مقمرة ، كأن السعادة هبطت عليه وحده في هذه اللحظة من دون غيره !، " أعلم يرحمك الله أن أول أرتقاء درج السعادة مشقة " ، فالأم حين تلد تصرخ ، فإذا صرخ طفلها وهو خارج من أحشائها ليزاحم بكائها وصياحها ضحكت ! فلا تعادي أوجاعك إي ما كانت ، بل اغتنمها وتعلّم منها حتى تسلم في المرة القادمة حينما تنال ماسعيت إليه ، من بعد أن فشلت و بكيت و توجعت و صرخت ؛ وأنت تسعى إليه أول مرة.

بـ قلم فحم
@QalamFahm 

الأكثر قراءة شهريًا

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

QalamFahm © قلم فحم