Menu

بغض النظر عن مدى تألمك؛ هناك دائما سعادة في الحب.

الثلاثاء، 15 مايو 2018

نفط قلبي

عقلي الناضج بات مراهقا مذ رأيتك، أصبحت أفعل ما كنت انكره على الغلمان الصغار، إنني أبدو الآن طفل كبير جدا، يمرح من حولك غير مهتم بأقاويل الناس، خلعت عني رداء وقاري وأصبحت مراهقا مجنونا يسعى إليك بشتى الطرق، اتبعك حيث تكوني، كي ابث لك مشاعري الرطبة بكل ما بي من جموح، ف معك احسّني  مفاعل نووي ممتلئ بالطاقة !

عجيب حالي هذه الأيام .. ف عند تغيبك اُشبه سحابة صيف تذروها الرياح ؛ وعند حلولك يحل محل الخريف الربيع، مشاعري الباردة تصبح حارة، اصابعي الذابلة تتورد ومن ثمة تتحول من الكسل إلى النشاط، تعبّر عن تحول حاد في مزاجي العام ! من بعد ركود دام لسنوات إلى ركض تجاهك كأني أنطلقت من قوس كيوبيدي محمّل بسهام الغرام المشبعة بالإنتشاء (وهو كذلك)، وهذا ما جعلني التصق بك بكل ما أوتيت من طاقة لعلي استطيع الوصول إلى إحدى شفتيكِ المتوردتين فأمصهما مصا قبل أن أتناولهما وجبة طازجة على مائدة إفطاري الدسمة بكل ما لذ وطاب، من بعد صيام طويل عن القُبل المتبلة بالطغيان الرومنسي الحار.

إن نوافذ قلبي المغلّقة، تتفتح لكِ كل صباح لـ كي تستقبل نور عينيك البازغ، فأشاهدك من طرفٍ خفي وانت تُثقبين السُحب بطلعتك البهية إلى ان يتفتت المُزن تحت طغيان حضورك، وتتحول مدينة الضباب التي اقطنها في غيابك الى اكثر بقاع العالم دفئا واشراقا في حضورك، من أي صنوف الكائنات انتِ حتى يتحول معك عالمي الباهت لعالم آخر ما كنت لأعرفه حتى أحببتك وتُيمت بك ؟!

وكلما أشتقتك ابحرت في اعماقي باحثا عنك، ف كل الدروب داخلي أجدها مشّبعة من قارورة عطرك، وهذا دليل جازم على أن قدمك قد وطأت هذا الموطن بغزارة، كما أن الشمس والقمر يظهران لي بصيص من ملامحك على وجنتيهما، والنجم والشجر يتراقصن على أنغام سهر الليالي التي اعددتها لك عند قرب مجيئ الليل لنرقص سويًا على انغامها بكل ما رُزقنا من شغف.

يا ويلي منكِ ! انتِ حقًا انثى استثنائية، وهذا مبلغ علمي بك، بارعة في سرقتي، لا اعني ما يفعله اللصوص في الطرقات من سرقة اموال المارة ! بل انت لصة من نوع اخر، لصة محترفة في سرقة القلوب من نوافذ العيون، تسلكين مسلك الاكسجين في الرئة، تزلزلين الجسد من العمق، فيأتي اليك صاحبه طالبا محبتك التى تطغى على قوة صبره، فيكابد المسكين المغرم سهر الليالي وهو على اريكته الخشبية جالس يعد النجوم التي تشبه عيونك، حتى أصبح كل سمين ضخم أحبك إلى نحيف لدرجة انه قد لا يُرَ بالعين المجردة من طول ما اعياه السهر، وامتناعه عن تناول الطعام لانشغاله بمحبتك عن محبة نفسه !

لا تبعدي نارك عن نفطي، فشفاهي تلامس منحى حرفك وتتبع خطاه ومعناه، اشتعل بلهيب محبتي لك، ثيابي تهترئ فتحترق وتتلاشى، كلي ممتلئ بألسنة لهب العشق الذي لا يقاوم، فهو لا يكف عن حرق كل ما يصل إليه ، وانا على حالي عريانا اصيح بالنجاة، وعيني لا تفارق ظلك.

أقسم لك يوم ألقاك سأحتضنك أينما كنت وفي اي مكان رغمًا عنكِ، سأعتصرك بذراعي كي أستخلص من شفتيك حبات الشهد الحُلوة، ولن أدع مجالاً للأكسجين من ممارسة رياضة الغطس في رئتيك، سأقتنص كل من يحاول الولوج داخلك، سأقتلك بفمي، وأموت معك الف الف مرة، حتى يمل الموت مِنّا فيهجرنا سويًّا وللأبد.

شارك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر قراءة شهريًا

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

QalamFahm © قلم فحم