Menu

بغض النظر عن مدى تألمك؛ هناك دائما سعادة في الحب.

الأحد، 24 يوليو 2016

رحلة البحث عن السعادة


ليت التعاسة تذهب سريعًا مثل الأشياء الجالبة للسعادة ، فكلنا يأمل ذلك، والواقع يأتي على خلاف ذلك.


إن الحياة تشبه المعمل الكميائي، ممتلئة بالتجارب الفاشلة لأجل أن نحظى بتجربة واحدة ناجحة على الأقل ، فكل تجربة ناجحة سبقتها تجارب لا حصر لها من الفشل. أن تفشل تعني أنك ستصبح أقوى فيما بعد وأنت تستقبل فشلك الثاني والثالث ، أنت تفشل لأنك مُصّر على بلوغ قبة النجاح ، تكافح من أجل اللحظة التاريخية في حياتك التي سوف تتفوق فيها على ذاتك ، فتتخطى حدود ضعفك إلى سعة قوتك. تستطيع أن تنظر للأشياء من عدة وجوه مختلفة ، وترى في الجحيم ريح الجنة. كن مستعدًا لتفشل من الآن ! حتى لا تنكسر عندما تسقط على الأرض غدًا ، كافح وسواسك القهري الذي يركن إلى الراحة ويأبى الحركة خشية إغتنام المشقة ، فـ " حياة من دون تذوق رشفة شقاء أولها لا سعادة في أخرها ". فمن يشرب قارورة ماء وهو جالس على كرسيّه مستريح لا يجد حلاوة الماء في فمه ، بخلاف طفل يرتشف شربة الماء بكفيِّ يده الصغيرة من صنبور أو من مجرى نهر بعد يوم طويل من العمل الشاق في الحقل مع أبيه إن كان ريفيًّا ، أو من بعد نهاية ساعة من اللعب المتواصل الحركة مع اصدقائه المحببين إلى قلبه ، فحين تنظر إليه تجد على وجه الطفل وأنت تتفحص معالمه بعناية فائقة قبل وبعد شربة الماء فرق شاسع ، فقبل: كانت علامات الأرهاق تكسو وجهه ، وبعد: ترى وميض من النور وأنت تشاهد بأم عينيك إلى أن تسمع أذنيك ترانيم أنفاسه المفرحة ، وتجد لها وقع حلو في داخلك بعد شربة الماء الأولى التى تناولها الصبي بكثافة ، وعينه تنظر إليك وهي مقمرة ، كأن السعادة هبطت عليه وحده في هذه اللحظة من دون غيره !، " أعلم يرحمك الله أن أول أرتقاء درج السعادة مشقة " ، فالأم حين تلد تصرخ ، فإذا صرخ طفلها وهو خارج من أحشائها ليزاحم بكائها وصياحها ضحكت ! فلا تعادي أوجاعك إي ما كانت ، بل اغتنمها وتعلّم منها حتى تسلم في المرة القادمة حينما تنال ماسعيت إليه ، من بعد أن فشلت و بكيت و توجعت و صرخت ؛ وأنت تسعى إليه أول مرة.

بـ قلم فحم
@QalamFahm 
شارك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر قراءة شهريًا

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

QalamFahm © قلم فحم