Menu

بغض النظر عن مدى تألمك؛ هناك دائما سعادة في الحب.

الخميس، 3 مايو 2018

بعث

أشرقت شمسك، فتغنت مشاعري بغدي وحاضري وامسي، وهممت أتناول ما أعددته من خبز كي اُتم فطوري، فلم أجد في نفسي جوعا من بعد ان تصفحت وجهك بعيوني، فشبعت، وشبعت روحي.

https://qalamfahm.wordpress.com/2018/05/03/%D8%A8%D8%B9%D8%AB/


يوم بعثي .. هو يوم من أيام فصل الربيع، الساعة التاسعة صباحا، الشمس تتحسس صحيفة وجهي، انا بجوار منزلك اتطلع لرؤياك، الارض تهتز من تحتي لتبعثني من بعد موتي، تجدد حياتي بعد أن أهدرت أمسي وما قبله في الشِكاة ! وكدت أهدر حاضري لولا رؤياك، مِت قبلك اعواما لا أحصيها من كثرتها، ومجرى عمري كان في الجداول يجري نحو الهلاك، كل ما مضى من عمري مررت من أمامه كما لو اني جالس في قطار مسافر، اشاهد ألبوم حياتي عبر نافذة زجاجية، مدن تتلاشى من امام عيني بعد عبوري كل محطة، فأشفق عليِّ من كثرت ما مررت به حتى أتيتكِ لتطهريني، وطهُرت.

انا لم اكن ابدا حي قبلك، كنت ربما كائن متحرك فحسب، هذا هو التفسير الأقرب للصحة، كنت جسد اجوف لا قلب فيه، روح حبيسة في أقفاص معدنية، أشاهد الحياة من خلف قضبان ! حياتي كانت مثل عصفور نادر السلالة، حبيس قفص ذهبي المعدن واللون، في احدى قصور العاصمة الملكية.

كل الحيوات التي في اعناق الناس كانت تنقصني، حتى شاهدت طيفك والذي من خلاله بدأت حياتي في النهوض لأول مراحل البعث، آلا وهو الشعور بأني لازلت على قيد الحياة، فإنني إلى الآن لم تُستخرج لي شهادة وفاة لأتوقف عن تناول السعادة مع كل رشفة أكسجين احتسيها، إن الشعور يسبق المشاهدة، كأن الانسان يقول اشعر بشيء ما هنا سيحدث ثم يتم مقولته انتظر وسنرى ما شعرت به رؤيا عين بعد قليل، كالانثى التي تشعر انها ستكون أم قبل ان يزورها الطبيب، تتحرك بمشاعرها التي سبقت خطى قدميها التي تنبئت لها بقدوم سبب ما سيجعلها من فرحتها تهرول سريعا نحو مقبض باب بيتها لتستقبل سعادتها على أول درج في بناية منزلها ليدخل الطبيب فيخبرها بيقين ما كانت تعلمه مسبقًا وهو أنها ستصبح أُمًّا بعد اشهر معدودات ؛ وكذلك الطفل حديث الولادة يشعر بالحياة، ف يهم بالبكاء قبل ان تبصر عينه المكان الذي سيعيش فيه ثلث عمره على الاقل قبل ان ينتقل لمسكن خاص به مع عروس تناسبه ؛ وكذلك كان حالي وأنا أتنبأ مولد سعادتي على يدك.

إنني مجذوب إليك، محمول على سطح الارض بخفة كما لو اني معدوم الجاذبية بقدر لا بأس به يجعلني اشعر اني من كوكب بلوتو او المشترى، كوكب يسير الناس عليه كما لو انهم بالون، يتطاير ويهبط على الارض بخفة ثم يرتفع وهكذا، انني منجذب بك وإليك كهذا البلون المنجذب للارض، لا يُسمع له صوت عند تحركه لانه بات ممتلئ بشء من مكونات الحياة جعلته رقيقا وديعا لا يثقل على احد.

ثم تغيبتِ فتوقفت حياتي عند ميقات تغيبك، وسكتت اعضائي، واصبحت كساعة على حائط لا يلتفت إليها الناس بعد ان كنت محور اهتمامهم، واكثر الاشياء تتبعها عيونهم ، انني دونك اُصبح بلا قلب، ساعة بدون بندول، اعيدي لي بندولي، نبضاتي، حياتي التي افتقدتها يوم ان سادت الغيوم سمائي فأخفت ضيائك، وتجمدت رئتاي حتى اصبح الاكسجين يحدث ضوضاء داخلي، كـ بيت خرب لا حياة فيه، مرعب، ليس فيه احد يقطنه سوى الموت.

وعند عودتك تشرق معالمي مجددًا، كأن الشمس تطلع من وجهي لتتعامد على راسي، حرراتها تكاد تحرق ثوبي، إنها الحياة التي لا تكف عن مضاجعة احلامنا، وكبح جموحنا الذي نأبى له ان يقع فريسة الواقع، انني معك ارقص على ركام الماضي، واشدو مع البلابل دون يأس من غدي، لا حياة لي إن لم يكن قلبي يتبعك، بعتثتيني من الحزن والبستيني ثوب فرح وغنيتي لي اغنية مصدرها نبضك المتفاعل مع نسيج روحي، إنني اعشقك يا... حورية الجنة، يا وردية الهيئة، يا عطرية الرائحة، وشهية النكهة، عقدتك على معصمي كساعتي التي لا تفارقني في ليل او نهار، أطّلع عليك كل حين، فكل دقيقة تمضي لا انظر عليك فيها فقد سُرقت من عمري، ومن أجل سرقة دقيقة اقيم حروب طاحنة لا تنتهي حتى استعيد من حضن الماضي ما خسرته وادفعه لحاضري وغدي.

بعثتيني بعد موتي، فكنت لك رداء لا يغفل عنك البتة، لا حركة لك في غرفتك او خارجها بدوني، إنني كبصمة يدك وعينك، خُتمت وشما عليك لا يمكن نزعه دون كشط الجلد وتمزيق البشرة، أحبك في كل الفصول، وفي الربيع أحبك اكثر ؛ وأكثر، وأكثر .. وأكثر وأكثر ؛ أليس كل فصولنا ربيع ؟ يا... ربيعة قلبي.


قلمـ فحمـ 
QalamFahm@
شارك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر قراءة شهريًا

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

QalamFahm © قلم فحم