Menu

بغض النظر عن مدى تألمك؛ هناك دائما سعادة في الحب.

الاثنين، 25 سبتمبر 2017

قلبك مدينة لا تنام !

تهاتفك روحي، فيُسمع دبيب قلبي  من بُعد كذا وكذا، يطوق إليك، وإني لمستبصرا بك، وكلي شوق للقياك...

كل طريقٍ أخطو على ظهره بقدمين ثابتتين أراكِ فيه تقفين على جانبيِّ الطريق كالنخيل، مُرحبتا بخروجي من منزلي إلى أن أتيك بالخبر اليقين، فأنحت على جذوعك قلبي، وأفرغ ما بي فيك، وأخبرك إني ليك.

أعاتبك حين تغيبين، فأجدك في منتصف الطريق تضعين حواجز تعوقني إلى حين، أهجوك شاكيًا مما أجد في نفسي من إحتلال تعدّى حدود تحملي، فتسبق شفتيك كلماتي تقبلني، كي أنعم بوجهٍ سعيد!

هاتفتك الليالي وهجرت أوراق الكتب! فأتاها الغبار مدّعيًا محبتها والإعتناء بها، مهاجرا الشوارع المزدحمة بالمارة ليقطن مكتبتي الفارغة مني بعد أن اطمئن قلبه أني إليها لن اعود !

كل الشوارع فارغة، إلا منك...

وعند عودتي للمنزل بعد خلو السماء من الشمس أعدّ قهوتي (السادة) وأذهب بها إلى مكتبي كي أكتبك، فما أن أقدِم على إحتساء أول رشفاتي من قهوتي إلا وأجد نكهتها حلوة في فمي، ويكأني صببتها  من فمك.

شحذت همتي كي أقبض على القلم بمجامع يدي لأكتبك، ومع كل حرف اكتبه تقرع طبول القلب، واشعر اني غير قادر على استكمال الكتابة حتى تنتهي المعزوفة، اعني فنجان القهوة، إنني أعلم جيدا أن الرشفة الواحدة لها تتابع ينبغي أن أنتهي منها أولاً حتى أتابع.

ثمَّ وقعت عيني على الجريدة وانا غارق في إحتساء القهوة التي أطمح أن لا تنتهي، فإذا بالأخبار تتحدث عن اعصار وزلزال، فخرج فؤادي عن صمته قائلا... 

" وخالقي ليست امريكا أول من نزل بها اعصار مدمر، وليست المكسيك أخر من ترتج أسوارها من الزلزال، انما انا ايضا قد حلّت علىّ اشياء لا يمكن تحملها، انني اسقط في يديك كقطعة الحلوى في فم الطفل تتناقل بين اسنانه الصغيرة كرقصة على شاطئ بحر ثم تنصهر وتذوب حد التلاشي... فلماذا لا اجد الجرائد تهتم بأخباري ؟ ألست واحد من الناس!

فما ان انتهيت من قهوتي، وطويت الجريدة والقيت بها جانبا، وهممت لأستكمال ما كتبت إلا وحضر النعاس! وأين القهوة التي كنت اتكئ عليها؟ أذهبت مع الريح؟! أم تحللت سريعا كقطعة سكر في فمي؟!

والعجيب الذي كان من القهوة وعلمته حين أصبحت، أن مفعولها لم يكن لأجل  إطالة سهرتي على الكرسي! بل لأجل أن يطول أمد نومي، لأن الحبيب أعد العدة منذ الرشفة الأولى كي يتسلل من بين جفون عيني ويأتيني خفية ليكمل سهرته بجانب جسدي النائم، بعد أن أزعجه قرع طبول قلبي، فأتى ملبيًا حاجًا من حول فراشي.

ومنذ تلك الليلة وقد باتت القهوة إكسير حياة، يوم كانت دواء ومرسال غرام، تحملني للحبيب كالسفن الطافية على الماء، ليُنزل على جوارحي السلام، ويعم الأمان سائر جسدى، والقُبل الحمراء لا تفارق وجهي، والنعيم المقيم يأسرني.

فكيف سيكون حالي إذن... لو كنت امامي في يقظتي ومنامي؟!

شارك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر قراءة شهريًا

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

QalamFahm © قلم فحم