Menu

بغض النظر عن مدى تألمك؛ هناك دائما سعادة في الحب.

السبت، 21 أبريل 2018

إستثنائية ..


إعصار حبك يجتاحني ؛ بينما انتِ تقفين على مقربة مني تنظرين بذهول من عظم تأثيرك الذي هيمن علىِّ !
من أنتِ يا من تمرستي الغناء على قلبي حتى أُصغيت إليكِ بأذنيِّ فيل. جوبت المدن بطولها وعرضها أسمعك، وأكتبك، وارسمك، وأنت في خضمّ الصباح تجلسين على اريكتك ترتشفين قهوتك، وتسكبين ماؤها على إحدى ورقات الشجر، فتستقي اغصانها من محبتك التي لا تنضب، فَهيّج صنيعك هذا عصفور كان شاهد على رقتك، فأنشد يشدو بالغناء ليشكر لك صنيعك، فأطربني وهو يُسمعك تغريدة تنشّط حواسّك، وتصفيِّ بها ذهنك لــ... أستقبال يوم من أيام الحياة بوجهٍ طلق.

مجنون وإني أعترف لك بذلك من خلف أوراقي، مناجيًّا خيالك ألّلا يرتقي أعلى من منسوب تمدد جناحي، كي يتسنى لي اللحاق بكِ قبل أن يسبقني إليك سابق يجني على أحلامي، مفتون بك والجاني حسنك الذي ظفرني قبل ميلادي، وبعثر أفكاري، وشتت نضالي، وجعلني أكرس كل حياتي في مرضاتك.

أتذكرين يوم غزوتيني بسهام كيوبيد الثاقبة حتى خارت قواي التي كنت أظنها كافية لتبقيني حيًّا صلبا لا يخترقني أعتى قناص ؛ ولكن... هيهات.. هيهات.. فلم أكن أحسب لهذا اليوم حساب ؛ يوم أكن طريح الفراش مريض، ويعجز عن توصيف مرضي الأطباء !

كفاني هذيان الآن ! فأنا متعطش لأن تضميني اليك حتى اتنفس من رئتيك أكثر مما تمنحه الحدائق، و ان تظلليني من قرص الشمس المتعمد إهلاكي ! كي يتسنى لي أن انمو بسلاسة تحت ثيابك، وارضع من ثدييك الحب النقي الذي يقيم صلبي ويجعلني أنهض راكضا كطفل لا يسعه العالم كما يسعه ذراعك.

ما دمت احاول المرور من جانبك فهذا يعني إنني واقع في الحب لا محالة ، هالك كالذي يرغب ان يسبح بطول البحر من دون ان يغرق، يتخيل ذراعه قادر على تجاوز المستحيلات ! أي جنون هذا الذي يصيب الرجل الناضج فيجعله مراهقا يرتكب الحماقات بإستمرار ، عاجز عن فهم ما يحدث في اعماقه من اعاصير لا يجد لها سببا واحدا مقنعا لحدوثها !

عجيب حالي هذا الذي لم اكن يوما عليه حتى رايتُني في عينيك، ومنذ تلك اللحظة وانا ايقنت ان الذي آراه أمامي في المرايا ليس اكثر من صورة ؛ والاصل (الحقيقي) هو ما كان في حوزتك ، أصبحت لا اميزني إلا وانا معك، فبدونك انا لست اكثر من نصف كائن متحرك فاقد للهوية، لا يلتفت  لي احد في الطرقات وتمر الناس من خلالي كالفراغ، وعند سطوع شمسك اصبح محور الكون وتدب في داخلي الحياة واسترد نفسي التي لا افقدها إلا بعد نهاية كل لقاء ! آآآه من العِشق آآآه، يفتت بنيان الرجل الصلب الشاهق البنيان، ويجعله كائن رخوي غير منتصب القامة، متناثر كالنجوم غير متماسك كالقمر ؛ العشق فيضان لا يؤمن بالحركة المنتظمة السرعة في الجداول، و لا يسعى لترشيد قواه، أنه يأبى أن يُحدث نظام في المستقبل يشبه  ما يفعله النهر الذي يعرف من اين ينبع وإلى  أين يصُب !


قلمـ فحمـ
    QalamFahm@ 
شارك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر قراءة شهريًا

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

QalamFahm © قلم فحم