ألست انا من كنت يوما مشردا، والبستيني ثوب محبتك، وكنت جائعا فأطعمتيني قبلتك، وكنت ميتا فأحييتني واويتني فراشك ومنزلك ......
إنني عائد من ظلمات لكي أتدثر بنورك، واسمع قرع طبول قلبك من بين زحام الأصوات.
إنني مهاجرا رغماً عن انفك...
مهاجر إليك حتى اشق صدرك واستخرج جوهرتي المخبئة أسفل قفص صدرك...
ف لا تلوميني على جرئتي فبعض الغرام يشبه شلال منهمر يصعب تأخيره او تهذيبه!
فأعظم معزوفة في العالم هي إيقاع خطواتك حين تتخذين صدري ممشى...
حين أضمك بكل مبالغة واجمع قوى العالم بين ذراعي لأحطم أضلاعك واكتنزك في أعماقي.
إنني بين يديك وحش كاسر لا يكف شعوره عن تلاطم،
كأنه البحر الذي يبتلعك أينما رايتك أغرقتك.
أغلفك بعيوني كـ هدية لقلب...
نغمة شوبانية تجعل بوحي يئن من واطئة زفرة شوق لا تُحتمل...
يا من نغم صوتك يحملني على صهوته، ويطرب قلبي فارقص على نغمة حوافره...
وأنا الذي كلي اضمحل ببعضك وتاهت معالمي!
صرت جزءا منك وضاع جزئي بكلك وضاعت بوصلتي.
خذيني لروحك..اسجنيني بين ضلوعك..
اغرسي شجرتك في حقلي..واجعليني اثمر بمحبتك.
اتخذيني مسكنا لوحدتك..خذيني ثوبا يدفء مشاعرك عند هبوب الرياح،
أو مظلة تظك من مطر الشتاء حين تبتل ملابسك.
حين لا يسعك شيء سوى صدري الذي اطويه عليك، ودقاتك تهز اركاني وعيني تلتمع بين شفتيك كجائع ينظر من خلف زجاج على ثمرة فاكهة نادرة لا يحظى بها سوى المنعمون في الارض.
امدد يدي لعلي اتلمس طرف ثوبك، ظنًا مني أن يدي كفيلة بتحولها لمخلب نسر يختطف غزالة برية، ثم يحلق بها بعيدا بعيداً حيث قلل الجبال، حيث يعجز البشر على الاستبصار، وهنالك افعل ما لم يفعله بشر!
تسبح اصابعي على جسدك كعازف (بيانست) تبث اشواقي اليك كما لو كنت الانسان الأول على كوكب الارض، كمن لم يتعلم لغة الكلام! فقط اللمس.
اتحسسك بتؤدة كـ نحات ماهر، وعند التفاتتك اقتنص من شفتيك قبلة كـ قناص!
فأنتِ لستِ ممن يمنح الناس شيئا، لذا علىّ بسرقتك كلما عبرتي من امامي كمجرى الماء العذب يُسمع لخطواتك صهيل.
قـلم فحـم